من ابداع المتنبي
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي
ولد سنة 303 هـ / 915 م وتوفي سنة 354 هـ / 966 م
من شعراء العصر العباسي
بعد ان ماطله كافور طويلا في ولايه على احدى مناطق مصر
عيدٌ بأيّـةِ حـالٍ عُـدتَ يـا عيـدُ
بِمَا مَضَى أمْ لأمْـرٍ فيـكَ تجْديـدُ
أمّـا الأحِبّـةُ فالبَـيْـداءُ دونَـهُـمُ
فَلَيـتَ دونَـكَ بِيـداً دونَهَـا بِـيـدُ
لَوْلا العُلى لَمْ تجُبْ بي ما أجوبُ بِهَا
وَجْنَاءُ حَـرْفٌ وَلا جَـرْداءُ قَيْـدودُ
وَكَانَ أطيَـبَ مِـنْ سَيفـي مُعانَقَـةً
أشْبَـاهُ رَوْنَقِـهِ الغِيـدُ الأمَالـيـدُ
لَمْ يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كَبِـدي
شَيْئًـا تُتَيّمُـهُ عَـيـنٌ وَلا جِـيـدُ
يا سَاقِيَـيَّ أخَمْـرٌ فِـي كُؤوسكُمـا
أَمْ فِي كُؤوسِكُمَـا هَـمٌّ وَتَسهيـدُ ؟
أصَخْرَةٌ أنَا ، ما لـي لا تُحَرّكُنـي
هَذِي المُـدامُ وَلا هَـذي الأغَارِيـدُ
إذا أرَدْتُ كُمَيْـتَ اللّـوْنِ صَافِيَـةً
وَجَدْتُهَـا وَحَبيـبُ النّفـسِ مَفقُـودُ
ماذا لَقيـتُ مـنَ الدّنْيَـا وَأعْجَبُـهُ
أَنِّي بِمَا أنَـا شـاكٍ مِنْـهُ مَحْسُـودُ
أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْـرٍ خَازِنـاً وَيَـداً
أنَـا الغَنـيّ وَأمْوَالـي المَوَاعِـيـدُ
إنّـي نَزَلْـتُ بكَذّابِيـنَ ، ضَيْفُهُـمُ
عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحـالِ محْـدُودُ
ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً مِنْ نفوسِهِـمُ
إلاّ وَفِـي يَـدِهِ مِـنْ نَتْنِهَـا عُـودُ
أكُلّمَا اغتَـالَ عَبـدُ السّـوْءِ سَيّـدَهُ
أَوْ خَانَهُ فَلَـهُ فِـي مصـرَ تَمْهِيـدُ
صَارَ الخَصِيّ إمَـامَ الآبِقِيـنَ بِهَـا
فَالحُـرّ مُسْتَعْبَـدٌ وَالعَبْـدُ مَعْبُـودُ
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصـرٍ عَـنْ ثَعَالِبِهـا
فَقَـدْ بَشِمْـنَ وَمـا تَفنـى العَنَاقيـدُ
العَبْـدُ لَيْـسَ لِحُـرٍّ صَالِـحٍ بـأخٍ
لَوْ أنّهُ فِـي ثِيَـابِ الحُـرّ مَوْلُـودُ
لا تَشْتَرِ العَبْـدَ إلاّ وَالعَصَـا مَعَـهُ
إنّ العَبـيـدَ لأنْـجَـاسٌ مَنَاكِـيـدُ
ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَـا إلـى زَمَـنٍ
يُسِيءُ بي فيهِ عَبْـدٌ وَهْـوَ مَحْمُـودُ
ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّـاسَ قَـدْ فُقِـدوا
وَأنّ مِثْلَ أبـي البَيْضـاءِ مَوْجـودُ
وَأنّ ذا الأسْـوَدَ المَثْقُـوبَ مَشْفَـرُهُ
تُطيعُـهُ ذي العَضَاريـطُ الرّعَادِيـدُ
جَوْعانُ يأكُلُ مِـنْ زادي وَيُمسِكنـي
لكَيْ يُقالَ عَظيـمُ القَـدرِ مَقْصُـودُ
وَعِنْدَها لَذّ طَعْـمَ المَـوْتِ شَارِبُـهُ
إنّ المَنِيّـةَ عِنْـدَ الــذّلّ قِنْـديـدُ
مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِـيّ مكرُمَـةً
أقَوْمُـهُ البِيـضُ أمْ آبَـاؤهُ الصِّيـدُ
وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيـضَ عاجِـزَةٌ
عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ ؟